نصّ كلمة رئيس البرلمان في الجلسة الافتتاحية للدورة الربيعية الجديدة
ألقى اليوم 1/3/2020 رئيس البرلمان (الدكتورة ريواز فائق) كلمته خلال الفصل الربيعي للعام الثاني في الدورة البرلمانيّة الخامسة، وهذا ما نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
نعلن اليوم 1/3/2020 الدورة الربيعية للعام الثاني في الدورة الانتخابية الخامسة لبرلمان إقليم كوردستان، في وقت يمرّ مواطنو الإقليم وكيان حكومته أمام تحدّ الوقاية من انتشار فايروس الكورونا، والذي انتشر بنسب متفاوتة في أغلب دول العالم؛ كما وأن حكومة الإقليم أمام استحقاق سياسي لتشكيل الكابنة الجديدة في الحكومة العراقية الاتحاديّة.
وفيما يتعلّق التحدي الأول، نحن في برلمان كوردستان، وفي ضوء وظيفتنا لتمثيل شعب كوردستان، نؤكد دعمنا لأي إجراءات سياسيّة وإداريّة، التي تقرّ عليها المؤسّسات الرسميّة في الإقليم، كما ونطالب من جميع مواطني الإقليم الالتزام بتعليمات الجهات المعنية ومساندتها؛ قصد وضع سدّ منيع لهذا الفايروس المُعْدي. هذا، ونثمّن دور المؤسسات الصحية لما يبذلون من جهد حثيث؛ بغية تقليل خطر هذا المرض؛ كما ونوصي حكومة إقليم كوردستان بالمراقبة الشديدة للمعابر الحدوديّة والمطارات والأسواق، ففي الأوّل لوضع سدّ منيع لانتقال هذا المرض، وأما الثاني فهو وضع حدّ للمستغلّين ورفع ثمن البضائع في الأسواق.
وفيما يخص استحقاق إقليم كوردستان في كابنة الحكومة العراقيّة الجديدة، فإن برلمان كوردستان مصرّ على الحفاظ على الكيان الدستوري لإقليم كوردستان من الناحية السياسيّة، متزامناً هذا مع جميع المؤسسات الدستورية في الإقليم، سيّما التأكيد على سمات كيان الإقليم وحقوقه الدستوريّة في ضوء الحكومة العراقية الاتحاديّة، كما ونشدّد على أن تكون الملفات العالقة بين أربيل وبغداد شفافة وواضحة في هذه الكابنة الحكوميّة. ومن هنا، يجب أن تحدّد الوزارات وحصص حكومة إقليم من قبل المؤسسات الدستورية في إقليم كوردستان، وأن الناخبين الكوردستانيين وقتها ينبغي أن يكونوا راضين ومستشعرين بنجاحهم حال تثبيت تلك الوعود التي أطلقها محمّد توفيق علاوي لإقليم كوردستان، ذلك أن أكثرية الحقوق والمستحقات المالية للإقليم؛ سيّما الميزانية والمستحقات المالية للفلاحين والبيشمركة والبنية التحتيّة وتطبيع الأوضاع الأمنية في المناطق المتنازع عليها لا تكتب لها النجاح من دون موافقة مجلس النواب؛ ذلك أن رئيس الوزراء لا يستطيع تنفيذ تلك الوعود بنفسه؛ وإنّما يجب أن تتبنّى تلك الوعود والاتفاقيات من قبل الكتل البرلمانيّة.
السادة أعضاء البرلمان...
وفيما يخص الفصل التشريعي الربيعي، فإلى جانب تأكيدنا على آلية العمل المشترك والجماعي، أريد أن أحيطكم علماً إن مقترحات القوانين والقرارات التي وجّهتم لبرلمان كوردستان، قد أخذت مسراها، وأعدت لذلك جدولاً زمنيّاً مشفوعة بالمعلومات والأرقام والخطوات ومستوى العمل حول أيّ مقترح معدّ، وسوف نعرضها على الكتل البرلمانية في الأيام المقبلة. ومن هنا، فمن حقّ ذلك الناخبين الذين وقعوا على أيّ مشروع قرار متابعته.
وكما تعلمون، إنّ جميع مواضيع الفصل السابق، والذي كان من المقرّر أن يسنّ بقوانين أو اتخاذ قرارات لم يكن وفق مستوى طموحنا، ولكن رغم هذا تمكّنّا من المصادقة على قانون الإصلاح، وقانون مواجهة المخدّرات، وقانون تمليك الأراضي المتجاوزة، وبعض القوانين الأخرى.
ففي هذا الفصل التشريعي وبالتنسيق مع حكومة إقليم كوردستان ستكون المواضيع (الاستثمار، وحماية حقوق المريض، وحماية الثروة المائية، وحماية الآثار، والمعابر الحدوديّة، وحماية الانتاج المحلّي، واستثمار المشتقات النفطيّة) من أولويات أجندات أعمالنا. أملاً أن يتظافر التنسيق بين رئاسة البرلمان والكتل البرلمانيّة واللجان البرلمانيّة والمستشارين، في الخروج بتنظيم جميع تلك القوانين، كما ونطلب من حكومة إقليم كوردستان أن يقوم عاجلاً بإعداد مشروع قرار (قانون التقاعد الموحّد في الإقليم) و مشروع القوانين التكميليّة في مجال الإصلاح؛ قصد تهيئة العدالة للمتقاعدين، كما ويجب التزام مجلس الوزراء والوزارات بأجوبة متابعة أعمال البرلمانيّين واللجان البرلمانيّة حلال المدة الزمنية المنصوصة عليها في النظام البرلماني؛ قصد موازاة عمل البرلمان والحكومة معاً، وأن يكمل أحدهما الآخر، وبذلك تزيل الشكوك حول ملفات النفط والواردات والمصاريف والاستثمار والقطاعات العامّة.
وفي نهاية الحديث، أتمنّى حفاظ الأقليم وأهله من الأزمات والمصائب.
د.ريواز فائق
رئيس برلمان إقليم كوردستان