Skip to the content

بيان من رئيس برلمان كوردستان

في الوقت الذي تواجه كوردستان وشعبها مزيداً من الأزمات والمحَن، حيث تركت المآسي التي خلفها داعش و الأزمة المالية و وباء كورونا آثارها  السلبية على جميع مفاصل الحياة في إلإقليم.

في هذا الوقت نحن بحاجة اكثر من أي وقت مضى إلى المصالحة السياسية و وحدة الصف والسلم الاجتماعي و التوافق الوطني.

إنّ شعب كوردستان المناضل مع ما قدم من مقاومة فريدة سابقاً، إلا أنه لا يزال يعاني من المآسي والمحن التي اصابه ايام الظلم والقهر من قبل المحتلين، ولم تندمل جروح تلك الحقبة من تأريخنا الحديث، والمتمثلة في حملات الأنفال وقصف مدينة حلبجة بالأسلحة المحرمة دولياً، و الهجمات الوحشية لداعش.، ولم تمح بعدُ آثار الاقتتال الداخلي تماماً، فضلا عن تقديمه لأنهار من الدم في ذلك، ولم يتجاوز  الكيان السياسي للإقليم والمكتسبات الدستورية فيه مرحلة الخطر، فشعبنا في المناطق الواقعة خارج إدارة الإقليم لا يزال ينتظر تطبيع مدنها وتنفيذ المادة 140 من الدستور.

 إن إثارة صراعات جديدة داخلية، ومجازفات آنية، وعدم الأخذ بالظرف السياسي للإقليم ومؤسساته الدستورية تؤدي إلى اليأس وخيبة الأمل، فشعب كوردستان ينتظر - بدل تعقيد الخلافات وتصعيدها- المصالحة ووحدة الصف بين الجهات والقوى المتخالفة، ينتظر  توافق الأحزاب والتعايش وتعميق روح المصالحة الوطنية وتنظيم البيت الكوردي وتوحيده.

إن برلمان كوردستان من موقعه الدستوري، والممثل الحق لإرادة شعب كوردستان ومرجعه السياسي، يدين ويجرم بشدة أي نوع من الاقتتال الداخلي، ويعدّ ذلك جريمة بحق المصالح العليا لشعب كوردستان وارضها، وإن حدث اي خلاف او مشاكل، فلا بدّ من اللجوء إلى الحوار، فهو الخيار الصحيح والأساس لمعالجة للمشاكل كافة، وفي هذه الظروف يجب المبادرة إلى المصالحة، وتهيئة أجواء التفاهم و إبعاد حدوث اقتتال داخلي.

من هذا المنطلق يجب على الجميع تغليب الرؤى الوطنية والمصالح القومية، وتجنب الأهداف الحزبية الضيقة واستعراض القوى، و يقدروا عاليا الإرادة السلمية لشعب كوردستان، والتي ترى الاقتتال الداخلي جريمة وعملا شنيعاً.

فالحرب و تعقيد المشاكل وتصعيدها وعدم توافق الأحزاب الكوردستانية الرئيسة في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها كوردستان و المنطقة والعالم أجمع لبلاء كبير، ولا ننال جميعا منها إلا الخسران، وهذه جريمة لن يسكت عنها شعب كوردستان ولن يتسامح فيها؛ لذا نطالب الجميع - في هذا الظرف الحساس- بضبط النفس، والأخذ بالمنطق السلمي والخيار السياسي العقلاني، والتفكير في المصالح العليا لشعب كوردستان.

 

د. ريواز فايق

رئيس برلمان كوردستان