على النخبة السياسية في العراق ان تقتنع بأن هذه الدولة تحولت من نظام مركزي إلى دولة اتحادية"
أقامت الجامعة الأمريكية في دهوك اليوم الثلاثاء ١٦ / ١١/ ٢٠٢١ منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط، بحضور رئيس جمهورية العراق، ورئيسة برلمان كوردستان، ورئيس حكومة إقليم كوردستان، وعدد من القادة البارزين في إقليم كوردستان والعراق، ونائب رئيس البرلمان، و سكرتيرة البرلمان، وعدد من أعضاء البرلمان و الخبراء الأكاديميين.
وقد شاركت د. ريواز فائق رئيسة برلمان كوردستان في جلسة، وألقت الضوء على وضع العراق والانتخابات، وصرحت بأن"العراق بحاجة إلى الاستقرار من حيث حماية سيادة الحدود، وتعدد مصادر الإيرادات، والقبول بأن العراق أصبحت دولة اتحادية"
واضافت: "بصورة عامة للجهات السياسية أثناء الانتخابات رؤياها الخاصة بها، ولها طريقة محددة. في عرض معتقداتها، وتلتزم بها، ويوضع هذا الاختلاف لأية جهة سياسية أمام الناخب، ولها الحرية في كيفية عرضها، ولكن بعد الانتخابات تستجد ظروف أخرى، وهي ظروف العمل المشترك"
كما صرحت رئيسة برلمان كوردستان :" وهذا لا يعني ان الجهات السياسية أزالت اختلافاتها، بل هي باقية، ولكن ستظهر موضوعات اهم ومصالح عليا، وهذه المصالح العليا تفرض انخفاض التوتر الموجود أثناء الانتخابات، وقيام النخبة السياسية بالتعامل معها بعقلانية، إذ لا يمكن نقل التوتر أثناء الانتخابات إلى ما بعدها، لذا فالعملية السياسية تحتاج المزيد من الصبر والعقلانية"
كما أشارت إلى انها تفضل الحديث في هذا المنتدى عن ثلاثة عناصر للاستقرار في العراق، في ضوئها تكون العراق اساس الاستقرار في المنطقة جمعاء، وقالت: "النخبة السياسية والقيادة السياسية الكوردستانية بادروا - بإرادتهم- بالمشاركة منذ ٢٠٠٣ في بناء عراق جديد، وجاءت هذه الإرادة من الجماهير، فشعب كوردستان صوت على الدستور، بمعنى ان شعبنا أراد التعامل مرة أخرى مع عراق جديد، وتم تثبيت هذه المبادرة الاختيارية في ديباجة الدستور العراقي، وجميعنا نطالب بتطبيق الدستور كما هو، ولكن هناك حقيقة، وهي : علينا أن نغير شيئآ في داخلنا، يعني على النخبة السياسية التي تحكم العراق ان تقتنع بأن هذه الدولة تغيرت من النظام المركزي إلى دولة اتحادية، ولا بد أن ينعكس هذا التغيير على جميع مفاصل الدولة"
ولبيان ذلك أتت د. ريواز فائق بمثالين، ففي الدورة السابقة لمجلس النواب العراقي تم تشريع قانون انتخابات المجالس وكان مخالفا للدستور، ونحن في برلمان كوردستان طعنا فيه، كما تم تشريع قانون إدارة الدولة في مجلس النواب، وبسبب تعطيل المحكمة الاتحادية لم نتمكن من تبنيه.
وأوضحت أيضا بأننا نريد عراقا قويا من الناحية السياسية، والاقتصادية، عراقا يحكم سيادة حدوده من الناحية السياسية.
كما صرحت رئيسة البرلمان: "وهناك عنصر آخر مهم للاستقرار، من الضروري على النخبة السياسية في الجهات الفائزة بالانتخابات والتي لم تفز أيضاً - من الناحية الديمقراطية - قبول نتائج الانتخابات، لأن الدولة تبني نفسها على نتائج الانتخابات"
وأشارت إلى أننا لا بد ان نعلم بأن عدم مشاركة قسم من الناس في الانتخابات ليس امرأ طبيعيا يمر علينا، فعدم مشاركة شخص عراقي في إقليم كوردستان أو في البصرة ليس كمشاركة شخص في بلد ديمقراطي، أمن حياته، وله امن صحي، واستقرار من النواحي التربوية والسياسية والاقتصادية، فهم يرون بأن التغيير الحاصل بسبب الانتخابات لا يؤثر كثيرا في حياتهم.
كما تناولت (عدم المشاركة) في إقليم كوردستان ، ولا بد من دراسة عدم المشاركة في العراق عموما، ولا يكفي تشكيل أغلبية أو حكومة توافقية، إن لم يكن الهدف الأساس لهذه الحكومة نوعا من المصالحة وبناء الثقة، لأن العملية السياسية تكون جميلة بمشاركة الجميع فيها، وقالت:"والعنصر الثالث للاستقرار هو الاقتصاد، وعلى الحكومة القادمة والتشكيلة الجديدة ومجلس النواب ان يكون هدفها الأساس تغيير العراق من دولة تعتمد على النفط، إلى اقتصاد ذي مصادر متنوعة للإيرادات"
وأكدت أيضا بأن على اقتصاد العراق الاعتماد على قطاعات اقتصادية أخرى، لأن الاقتصاد العراقي اليوم رهين بعض الظروف، وهي سوق النفط التي لم يصنعها.
وقالت:" اقتصاد هذا البلد رهين بيع النفط، لأن أسعار النفط وكمية الإنتاج و المنظمات العاملة في العراق تؤثر باستمرار في اقتصاده، لذا يجب أن يؤدي كل ذلك إلى إحداث تغيير، ولا يمكن السير على الآلية نفسها منذ ١٦ سنة، إذ لا بد من التفكير في خيارات أخرى لبناء الاستقرار"